• في تاريخ الصّابئة ال&#1571

    في تاريخ الصّابئة الأسطوريّ

     mercredi 12 mai 2010, 00:43


    ترجمة وتقديم: آمنة الجبلاوي ومحمّد الحاج سالم 

    تقديم العمل وكاتبه: يعتبر كتاب «دراسات حول ديانة الصبّة: عقائدهم وعاداتهم» لنقولا السّيوفي المنشور باللّغة الفرنسيّة سنة 1880 في باريس، بغضّ النّظر عن قيمته التّاريخيّة، من أوّل الكتب التي تناولت بالوصف ديانة الصّابئة في العصر الحديث (أو «الصبّة» في اللّهجة العاميّة العراقيّة)، ويتميّز بالخصوص بتقديم نظرة جديدة وغريبة عن المسيحيّة ويسوع المسيح، إذ «تكمّل شخصيّة يوحنّا المعمدان (يحيى) شخصيّة يسوع مثلما تكمّل اليد اليمنى اليد اليسرى في خدمة الإنسان» كما يقول السّيوفي، إذ يرى أنّ الصّابئة «يعتقدون في عودة يسوع المسيح إلى الأرض قبل نهاية الزّمان لتوحيد جميع العقائد في عقيدة واحدة». كما رأى في بعض الممارسات الصّابئيّة شبها غريبا بالممارسات المسيحيّة جعله قريب الاعتقاد بأنّ الصّابئة قد تكون هي «الكنيسة الشّرقيّة المنسيّة»؛ فهي تمارس التّعميد بالماء، والتكفير عن الذّنب، والقربان المقدّس، وتسعى إلى الفضيلة وعمل الصالحات والنّكران التامّ للذات، وتراعي في الجملة أوامر الوصايا العشر. إلاّ أنّها «من ناحية أخرى، تعظّم الكواكب والأجرام السّماويّة وتعتبرها أرواحا مساعدة للإله الخالق». ويذكر السّيوفي أنّ يوم الأحد هو اليوم المقدّس عند الصّابئة، فهو اليوم المخصّص للصّلاة، والزّواج، وخاصّة للتّعميد الذي كان يتمّ في مياه الأنهار (الفرات ودجلة والأردن)، وهو ما لم يتغيّر منذ آلاف السّنين على غرار تعميد «يسوع» على يد «يوحنّا المعمدان» (يحيى). 

    ومن هنا، كان كتاب السّيوفي غريبا في بابه وفي منحاه ممّا يجعله جديرا بالاهتمام، فقد مكّننا من اكتشاف أقليّة لا نعرف عنها الكثير، ومهدّدة اليوم بالانقراض نتيجة ما يلقاه أتباعها من صعوبات كبيرة ومخاطر على حياتهم، فعددهم يتناقص باطرّاد منذ الغزو الأمريكيّ للعراق في مارس 2003، وهجرتهم تتزايد بشكل مفزع قد يؤول إلى اندثار واحدة من أقدم الدّيانات في العالم، ومن آخر «الطّوائف» العرفانيّة فيه. وقد تعايش الصابئة مع جميع مكوّنات المجتمع العراقي عبر تاريخه الطّويل الحافل، إذ لم يجاوز تعداد أتباعها - زمن السّيوفي - أربعة آلاف نسمة حسب ما يورده هو نفسه. ونحن إذ نقدّم الفصل الرّابع من الكتاب المذكور، إنّما نقدّم شهادة على أحوال العالم الإسلامي في أواخر القرن 19 وخاصة أحوال أقليّاته، وهو ما قد يخبرنا عن أحوال الأغلبية. 

    أمّا الكاتب فهو نقولا بن يوسف السّيوفي (1829 - 1901 م)، ولد في 12 أفريل/أبريل 1829 في دمشق من عائلة ترتقي بنسبها إلى العرب الغساسنة الذين حكموا جنوب الشّام قبل الفتح الإسلامي. ويذكر المؤرّخ والنسّابة الشّامي عيسى اسكندر المعلوف (1869-1956 م) في بحث له بأحد أعداد مجلّة المشرق البيروتيّة لسنة 1933، أنّ عائلة السّيوفي استقرّت في دمشق خلال القرن الثامن الميلادي وأنّ منها من اعتنق الإسلام، وأنّها تخصّصت في الحدادة وعرفت بصناعتها الجيّدة للسّيوف الدّمشقية، ومن هنا اشتهارها بلقب «السّيوفي». ويبدو من خلال ما يذكره ابن العماد الدّمشقي [شذرات الذّهب في أخبار من ذهب، دار الكتب العلمية، بيروت، ج 8، ص 3] أنّ الفرع المسلم للعائلة قد نبغ فيه عدّة أعلام أشهرهم: العلاّمة الشّافعي عماد الدّين إسماعيل بن محمّد السّيوفي الشّهير بخطيب جامع السّقيفة في باب توما في دمشق (833-897 هـ)، وابنه العلاّمة شمس الدّين السّيوفي الشّهير بابن خطيب السّقيفة. كما توجد في سفح جبل قاسيون بدمشق زاوية يطلق عليها اسم «زاوية السّيوفي» قد تكون نسبة إلى أحد رجالات هذا الفرع. 

    وقد عرّف يوسف إليان سركيس [معجم المطبوعات العربيّة والمعرّبة، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 1410 هـ، ج 1، ص 1087) بنقولا السّيوفي كما يلي: «نقولا السّيوفي: ولد بدمشق ودرس اللغتين العربيّة والفرنسيّة بمدرسة الآباء اللعازريّين، وفاق أقرانه بالعلم والذّكاء فاستخارته قنصليّة فرنسا أن يكون ترجمانا لها، وقد استخصّه الأمير الخطير عبد القادر الجزائري لأن يكون في معيّته في إحدى رحلاته إلى باريس والقسطنطينيّة. وكان في خزانتي نسخة خطّية من كتاب الأمير المذكور (ذكرى العاقل) الذي ألفه في باريس وأهدى منه نسخة للمترجم له كتب عليها بخطّ يده: (هذه الرّسالة العجالة ألفها كاتب هذه الأحرف بالتماس بعض أحبّته بباريس، وأهديت منها هذه النّسخة لعوض ولدي العزيز التّرجمان نقولا السّيوفي نفعه الله بالعلم وفتح له أقفال الفهم، لما له علينا من حقوق الخدمة وحسن الصّحبة. في 27 صفر سنة 1279 هـ). واستوطن مدينة بيروت إثر نكبة الشّام سنة 1860 م، ومكث بخدمة القنصليّة الفرنسيّة ثمّ سمّي قنصلا للدّولة المذكورة في حلب والموصل ثمّ في بغداد، وعند إحالته على المعاش عاد إلى الشّام وابتنى له مسكنا في بعبدا (لبنان) وقضى بها باقي أيّامه إلى أن وافاه الأجل المحتوم. وكان صاحب التّرجمة متضلّعا في العلوم التّاريخيّة لاسيّما في المسكوكات القديمة، وله مقالات باللّغة الفرنسيّة نشرت في المجلّة الآسيويّة بباريس، وله باللغة العربيّة لائحة تتضمّن ما ارتكبه البروسيّون في فرنسا من المظالم والسّرقات والقساوات أثناء حرب 1870 طبع في بيروت سنة 1871 م». 

    ويعتبر نقولا السّيوفي من أبرز مفكريّ الشّام وعلمائها الذين اتّصلوا عن قرب بالحضارة الأوروبيّة خلال النّصف الثّاني من القرن التاسع عشر. ولعلّ من ميزاته قدرته الفذّة على اكتساب المعارف الأوروبيّة وتوظيفها في سبيل فهم أفضل لجذور الحضارة العربيّة. وقد أدّى هذا الانفتاح إلى نشوء نمط جديد من التّفكير وطراز مبتدع من الكتابة العربية يمكن عدّه تأسيسا للغة العربية الحديثة. وقد شارك السّيوفي بالخصوص معاصريْه نعمان قسطلي وأبو خليل قبّاني التمرّد على نمط الكتابة التّقليدي ولوك العبارات المكرورة، والثّورة على نمط الموسيقى الشّائعة في دمشق مع بداية انهيار السّلطنة العثمانية. ومن أهمّ أعمال السّيوفي باللّغة الفرنسيّة: • « Liste des monnaies musulmanes », 2 ouvrages, en 1880 à Mossoul. • « Supplément n° 1 au catalogue de monnaies arabes », publié entre 1879 et 1891, à Mossoul. • « Tableau de monnaies musulmanes (suite)», Mossoul, 1880. • « Etudes sur la religion des Soubbas leurs dogmes et leurs mœurs », Paris, 1880 . 

    ولم يصلنا من كتب نقولا السّيوفي المؤلّفة بالعربيّة سوى كتابه «مجموعة الكتابات المحرّرة على أبنية الموصل وقلعتها»، وهو كتاب شديد الأهميّة ويعدّ مرجعا في علم الآثار الخاصّة بمنطقة الموصل، وقد حقّقه المؤرّخ العراقي سعيد الديوة جي، وطبع سنة 1956 بمطبعة شفيق ببغداد. 

    ويبدو نقولا السّيوفي من خلال كتابه حول «الصبّة» الذي نترجم فصله الرّابع، مسيحيّا ملتزما، وهو ما لا يقدح فيه بقدر ما يلزمنا بالحذر في ما ينقله ملوّنا بمنظاره الدّينيّ التّبشيريّ وقصده البيّن الذي عبّر عنه في كتابه في «إثبات مسيحيّة الصّابئة»، وهو ما يدخل عمله في باب «الاستشراق» وإن كان كاتبه عربيّا صرفا. ونحن نرى أنّ التزام السّيوفي الدّيني ذاك ربّما كان وراء تجنّسه بالجنسيّة الفرنسيّة وخدمته موظّفا ساميا لدى فرنسا التي لم تكن تخفي آنذاك أطماعها في الشّرق العربي، وهو ما يعضده تولّيه إثر تقاعده من الوظيفة منصب القاصد الرّسولي للفاتيكان في بيروت ابتداء من سنة 1894 وإلى حين وفاته. 

    وتندرج ترجمة هذا الفصل ضمن اهتمامنا بترجمة النصّوص التي تطرح مسائل المقدّس والدّيني، وهي مساهمة لها حدودها ولكنّنا نؤمن بضرورة المساهمة بمثل هذه التّرجمات في إثراء معرفتنا بأنفسنا، إذ الصّابئة منّا وإلينا بل ربّما هي أصلٌ مؤسّس لكياننا الحضاري رغم اختلاف الأديان والعقائد. ومن هنا يضعنا هذا العمل أمام منهج نقارن فيه بين النّصوص الدّينيّة وذلك في إطار مشروع بين مترجمي هذا النصّ للسّيوفي يهدف إلى تعريب بعض النّصوص المفاتيح وطرحها موضوع بحث على القارئ والباحث العربي. 

    أمّا اختيارنا لهذا الفصل بالذّات من كتاب السّيوفي فيعود أساسا إلى طرحه ثلاث إشكاليّات تاريخيّة نظنّ أنّها لم تأخذ حظّها بعد من الدّرس: * إشكالية هيكل الصّابئة في مدينة القدس وحقوق هذه الدّيانة مثل غيرها في المطالبة بإرث تاريخي فيها. * قضيّة ملاحقة اليهود للصّابئة وتقتيل كهنتهم ممّا منعهم من التّزاوج والتّكاثر وهدّدهم بالانقراض. * ملاحقة المسلمين لهم في بعض الفترات ممّا يطرح قضيّة حدود التّسامح في التّاريخ الإسلاميّ وضرورة القيام بنقد ذاتي حيال ما يمكن أن يعتبر مركزيّة حضاريّة. ودون الدّخول في تفاصيل هذه الإشكاليّات، فإنّ ما نؤكّد عليه بالخصوص أنّنا لم نسع من خلال هذا العمل إلى استفزاز شعور أيّ كان، كما نؤكّد احترامنا لخصوصيّات جميع الثقافات. ملاحظة بخصوص الهوامش: وضعنا هوامش النصّ الأصلي بين نجمتين** وهوامش المترجمين بين قوسين(…). 

    *** 

    الفصل الرّابع: أحداث عرفها «الصبّة»(1) بعد موت «يحيى» - أميرة يهودية تتحوّل إلى دين الصبّة - غضب والد هذه الأميرة – مناظرات بين علماء اليهود وعلماء الصّبة – إفحام العلماء اليهود – تقتيل الصّبة – إغراق جمع غفير من اليهود – تدمير القدس – انتقال الصبّة إلى موطن جديد – تكريس كائن سماويّ لاثنين من الملوك – ظهور موسى نبيّ العبريّين – إعلان ملوك الصبّة الحرب على موسى – هروب موسى وأصحابه – انشقاق البحر لهم كي يمرّوا – جيش الصبّة يلاحقهم ويغرق في لجّة الأمواج – نجاة قلّة منهم من الغرق -الصبّة دون كهنوت – ظهور آدم أبو الفرج، الملك الحبر – رعيه الغنم - مفارقته الصبّة ليعيش في مندلي – اضطهاد المسلمين للصبّة – تعصّب رئيس المسلمين وممارسته السّحر – اكتشاف الصبّة انسحاب حبرهم – إرسال سفيرين لطلب مساعدته – حضور الحبر إليهم بصفة خارقة – إبطاله سحر رئيس المسلمين- معجزاته – تخليصه الصبّة – مفارقته الصبّة من جديد - تجدّد الاضطهاد – نزاع حادّ بين صابئ ومسلم – التّبعات السيّئة لهذا النّزاع – بقاء الصّابئة طويلا دون كهنوت ودون زواج – إقامة كهنوت – جوائح – إبادة الكهنوت مرّة أخرى وتنصيب كهنوت جديد – طرق هذا التّنصيب السّارية إلى أيّامنا. 

    *** 

    حين فارق «يحيى» هذا العالم، ترك في الصّابئة ثلاثمائة وستّة وستّين مريدا جميعهم «كنزفرة» أو «ترميذة»، أساقفة وكهنة. وقد تابع الصّابئة عيشهم في مدينة القدس في وئام تامّ مع «أليعازر» وأتباعه [اليهود] الّذين كانوا يفوقونهم عددا. وقد كان معبد(2) الصّابئة حذو بيعة اليهود، وكان الجميع يتكلّم لغة واحدة. وقد كانت لأليعازر بنت اسمها «مريم» (3)، وكانت أميرة تَقِيَّة تتردّد يوميّا على البيعة وتحظى بمحبّة الجميع. وذات يوم سهت الأميرة وبدل أن تدخل البيعة دخلت معبد الصّابئة، فوجدتهم يُؤدّون صلاتهم، ولم تتفطّن إلى خطئها إلاّ بعد أن وجدت نفسها داخل المعبد. ومع ذلك، بقيت داخله ولم تغادره إلاّ بعد انتهاء الصّلاة. وقد رافقها الأساقفة والكهنة إلى الباب حيث شكروها وسألوها عن سبب تشريفهم بالزّيارة، فأجابت بقولها: «لم أكن أقصد ذلك ولم أرده، لكنّه نتيجة سهو، فعوض أن ألج باب الكنيس جئت إليكم، ولم أتفطّن إلى الأمر إلاّ بعد دخولي المعبد، ولكنّني لست نادمة على خطئي، لأنّ صلواتكم وأناشيدكم أثّرت فيّ». ومنذ ذلك اليوم، مالت «مريم» إلى دين الصّابئة وأضحت تختلط سرًّا بزوجات «الكنزفرات» و«التّراميذ» كي تأخذ عنهنّ دينهنّ. وبعد التمكّن من لسان الصّابئة (4) والاطّلاع على الشّرائع والأحكام الموجودة في كتبهم، تخلّت الأميرة عن ملابسها ومجوهراتها وتزيّت بلباس أبيض كما ينبغي لصابئة صالحة. وبما أنّها كانت تذهب كلّ يوم أحد إلى المعبد، فقد سألتها أمّها باستغراب عن تصرّفها، فما كان منها إلاّ أن أجابت بقولها: «لقد تخليّت عن دينكم واعتنقت دين الصّابئة». 

    وحين أخبرت الأمّ زوجها «أليعازر» بمقال ابنتها، سارع باستدعائها وسؤالها. إلاّ أنّ الأميرة لم تنكر الأمر، بل ثبتت على موقفها رغم تهديد والدها ووعيده، وحسمت الجدل بأن طلبت من والدها إحضار جمع من كهنة وعلماء الإسرائيليّين لتناظرهم، على أن يعتنق المُفْحَم دين الآخر. 

    وحين المناظرة، لم تصمد المعارف العبريّة الواسعة أمام ما قدّمته المؤمنة الجديدة من براهين ساطعة، وقد أنهت كلامها بأن توجّهت إلى والدها بهذه الكلمات: «إنّ قوّتك وثرواتك لا تستهويني. سأتخلّى لك عن جميع هداياك من الحليّ، فما هي سوى أشياء عابرة لا قيمة لها، من أجل أن تكون الحياة الآخرة كلّ همّي». وعند سماعه هذه العبارت، انقضّ «أليعازر» على ابنته كي يقتلها، لولا أن خلّصتها أمّها العطوف من بطشه. وهكذا ثبتت الفتاة على دين الصّابئة، ودرست تعاليمه بعمق حتّى غدت معارفها تضاهي معارف أيّ «كنزفرة». وأمام العجز عن كبح جماح غضبه من جهة، والخشية من أن يحمل مثال ابنته بعضا من طائفته على اعتناق الصَّابئيّة ، جمع «أليعازر» في أحد الأيّام أعيان اليهود وأطلعهم على مخاوفه وأنّ الوسيلة الوحيدة لتجنّب هذه الطّامة الكبرى هي قتل الصّابئة. وقد رحّب من في المجلس بهذا الرّأي وأجمعوا على وجوب تذبيح الصّابئة، وقاموا إثر ذلك باستنفار اليهود الّذين انقضّوا على الصّابئة وقتّلوهم جميعا باستثناء «مريم» الّتي وضعتها أمّها تحت حمايتها وعدد قليل ممّن تمكّنوا من مخاتلة خناجر القتلة. وفي تلك اللّحظة ظهر «أنّش أثرا»، في صورة نسر، وضرب بجناحيه ملقيا اليهود في النّهر، ثمّ حرّك مياه النّهر بجناحيه، فعظمت أمواجُهُ وأغرقتهم جميعا. وعلى الإثر، لحق «أنّش أثرا» بفلول الهاربين من الصّابئة الذين انضمّوا بتشجيع منه إلى «مريم» ويمّموا شطر مدينة القدس لهدمها بأكملها. ثمّ ساقهم بعد ذلك نحو موضع آخر استقرّوا به وأقام لهم عددا من «الكنزفرات» و«التراميذ». وحين أراد أن يفارقهم، طلبت منه «مريم» مصاحبته إلى « آلمي د

  • Commentaires

    Aucun commentaire pour le moment

    Suivre le flux RSS des commentaires


    Ajouter un commentaire

    Nom / Pseudo :

    E-mail (facultatif) :

    Site Web (facultatif) :

    Commentaire :